بدأ كل شيء في نهاية عام 2022، عندما قررت والدتي تجربة صناعة الشمع والكونكريت في المنزل، لأنها كانت تحب الأعمال اليدوية وتحب تجربة أشياء جديدة. اشتريت لها كمية صغيرة من المواد الأولية، وبدأت تصنع أولى القطع في المطبخ بكل حماس.
في جانفي 2023، قررنا أن نُعلن عن المشروع، لكن البداية كانت صعبة جدًا. لم يكن هناك أي طلبات، وتوقفت المبيعات تمامًا. كانت والدتي تشعر بالإحباط وتقول: “لا توجد طلبات… هذا مشروع فاشل”، لكنني لم أستسلم.
قمت بتمويل المشروع من مالي الخاص، أضفت تصاميم جديدة، صورت المنتجات بطريقة احترافية، واهتممت بالتسويق، كما بدأت التعاون مع بعض المؤثرات. شيئًا فشيئًا، بدأ الناس يعرفوننا أكثر، ومع دخول فصل الصيف، جاءتني فكرة تقديم توزيعات من الشمع بتصاميم مبتكرة.
انتشرت فيديوهاتي بشكل مفاجئ، ووصلت إلى أكثر من 2 مليون مشاهدة، وبدأت تصلنا طلبات من عدة دول مثل: الهند، اليمن، الإمارات، العراق، مصر، السعودية، تونس، المغرب، فرنسا، أمريكا، كندا، إنجلترا والبرازيل. حتى صور منتجاتنا تم تداولها على تطبيق “Pinterest”، وكان ذلك مصدر فخر كبير بالنسبة لنا.
لكن في المقابل، بدأت تظهر بعض الصعوبات. والدتي مريضة بالربو، ولم تعد تتحمل رائحة الطلاء والعطور القوية، كما أن لديها مشكلة في رجلها تجعل الوقوف لفترات طويلة أمرًا صعبًا. إضافة إلى ذلك، أصبح المطبخ مزدحمًا بالمواد والألوان وروائح الشمع، ولم يعد مناسبًا للعمل.
لذلك قررت نقل العمل إلى ورشة أكبر، وبدأت أقضي معظم وقتي هناك. كنت أعمل لساعات طويلة، لا أنام إلا 3 أو 4 ساعات يوميًا، وأقضي اليوم كله في تجهيز الطلبات وتطوير المنتجات. لم أكن أملك طاولة للعمل، فكنت أعمل على الأرض. كنت أستخدم الغاز لتسخين الشمع، وأحيانًا من شدة التعب أنسى أنني تركته مشتعلًا، لكن كنت أعود دائمًا لأتأكد.
مع كثرة الطلبات وتفاصيل العمل، أصبح من الصعب عليّ الرد على الرسائل، تجهيز الطلبات، تغليفها وإرسالها. فقررت أن أفتح متجرًا إلكترونيًا ليساعدني في تنظيم كل شيء.
لكن واجهتني صدمة مالية:
• تكلفة تأسيس المتجر كانت 75,000 دينار جزائري
• بعد إطلاقه، كان عليّ دفع 42 دولارًا شهريًا (حوالي 9000 دينار جزائري) كرسوم تشغيل
لم أكن أملك هذا المبلغ، خاصة وأن جميع الأرباح كنت أعيد استثمارها في المشروع. توقفت عن العمل لمدة شهر كامل لأتعلم كيفية إدارة المتجر ورفع المنتجات، وما زلت حتى الآن أُجري التعديلات عليه بنفسي.
بعد 18 شهرًا من بداية المشروع، أدركت أنني كنت أُعيد كل ما أملك إلى المشروع، لكنني كنت مؤمنة بأن الاستمرار هو الطريق الوحيد. منذ اليوم الأول، اتفقت مع والدتي أن الأسعار تبقى ثابتة، وأننا إذا تطورنا، يمكننا تقديم عروض وهدايا للناس الذين دعمونا منذ البداية.
والآن، بعد مرور عامين، يمكنني أن أقول إننا لسنا سوى متجر صغير لصناعة المنتجات اليدوية، حاولنا أن نطوّر أنفسنا خطوة بخطوة، دون أن ننظر إلى المنافسين، ودون أن نهتم بمن بدأ قبلنا أو بمن يعمل في نفس المجال.
لم نكن نسعى لتقليد أحد، ولم نضع في بالنا أن نكون مثل غيرنا. هذا المشروع لم يكن حلمي أنا، بل كان أحد أحلام والدتي، أن تصنع الشمع بيديها في مطبخها الصغير، وأنا فقط حاولت أن أساعدها ليكبر هذا الحلم.
صحيح أنني أحب الأعمال اليدوية مثلها، لكن كل ما فعلته هو أنني سعيت لتطوير المشروع من أجلها، لا أكثر. لم أبحث عن التنافس، بل عن السعي، والعمل بهدوء، والبقاء أوفياء لبدايتنا البسيطة